الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

مذكـــرات لم تحرق بعد ...

يتصل بي ...
أرى هاتفي يضئ
أسمعــه يرن
أحسه يهتــز .
تمتد يدي للهاتف لأرى من يتصل في هذه الساعة المتأخــرة ؛ فأدرك بأنه هو ، ترتد يدي خائــفة متوجسة .
للحظـة ... تملكني التردد و الضعف سويا (رغمـا من أنني قبل دقائق عـدة كنت مستعدا لأن أتصـل به و أخبــره كم هو إنســان عابث و غير مبال ، و أن وجوده في حياتي أصبــح يؤلمني أكثر مما يسعدني) ؛ حينها تعجبت كيف أن لرؤيــة اسمه على شاشة هاتفي الأثــر نفسي في خـلع ثوبي الجــرأة و الغضب منها ؛ و استبدالهما بالتردد و الضعف ! .
أتــراني مازلت أحــبه !
يتوقف الرنين ...
ليتعاود الإتصــال مجددا ، مرات و مرات و كأنــه لا يسأم و لا يمل مستنجدا بي مخاطبا حواسي ، أو لعله يدرك أنني قــرب هاتفي في هذه اللحظة ، فهذه أوقات أحاديثنا الليلية المعتادة . 
و لكن هذه الليلة ، لا أود مكالمته أو سماع صوته فقد يئست من التذمــرمن حالي معه و مع غيــره 
من الرثاء على نفسي
مـن معاتبته
من تأسفه و اعتذاره
مـن مسامحته ليلا ليعاود أخطائــه في صـباح اليوم التالي
من البحث عن شخص عــرفته و لكـن لم يعد له وجود ؛ فقد أصبح في عينـاي مجــرد (جسـد) يتحـرك و لكـن بلا تلك (الـروح) التي لطالما كــانت آســرة .
من محاولات تذكـر متى كانت آخــر مرة أخبرني بأنه يحبني أو أخبرته بأني أعشقه ؛ بصدق و عفوية .
و الأسئــلة تتوالد بكثــرة في عقلي
لــم تغيــًر ؟
هل أحــب شخصا آخر ؟
هل وجد من يشاركــه أفكاره و حياته و رصيد هاتفه ؟
هــل أصبح يكــرهني ؟ أم لعلي أصبحت حملا ثقيلا عليه ؟

بـــــــرود ينتشر في المكان و في القلوب كذلك كشتاء مبكــر مباغت للحياة في قلبين أصبحــا بلا مأوى يضمهما سويا  .

رائحة الموت و الأسى تستفحلان ببطء في جسد حبنا ؛ أو ليس يفتــرض بأن الحب يحي القلــوب لا أن يميتها ! .

ساعة حائطي تدق معلنة عن استقبالهــا الساعـة الثانية بعد منتصف الليل ، و لكــن أين أنت أيها النوم اللعين حينما أحتاجك ! ، فلطالما كنت خير ونيس لي في مثل هـذه الأوقات ؛ فبك تناسيت أو بالأحرى تغاضيت عن الكثير مما يؤلمني فــربما اليوم بك أنسى ما يحدث ، اهــدأ ، أقــوي على الغفــران ...

الساعــة الثانية و الربع مــن صباح 23 من شهــر يناير / كانون الثاني .
للعام 2011




الجمعة، 19 أغسطس 2011

B.B

كـــم أفتقدك 
و كم أشتاق إليـــك و أدرك بأنك تشتاق إلي كذلك
فقد مضى وقت طويل لم نتحدث سويا لا هاتفيا و حتى بمراسلات نصية على هواتفنا ... و لكنني أتفهم الظروف القاهرة التي لا تجمع بيني ، و تعيق لقاءنا ، و تواصلنا ....
ليتني استطيع إخبارك الآن بماذا يعني لي وجودك في حياتي و لكــن لا أستطيع ! و لا أدري لماذا
لا استطيع أن أخبرك بأنك ذلك الضياء التي وهبني له الله ليثبت لي أنه ليس كــل البشر قساة 
فلم أجد منك لا جرح و لا إساءة 
فكل ما وجدته إنسان رقيق يتفهمني و يستمع لي و يحس بي ، و لا ينسى عيد ميلادي حين نساه كل من يعرفونني حتى رفيقي السابق .
صدقا لن أنسى ما فعلته معي في ذلك اليوم ما حييت ، فلأول مـــرة منذ زمـــان طويل لم يشعرني أحدهم بالحب و الإهتمام . 
لـــن أنسى تلك الثلاث كعكات ( cupcakes ) ، واحدة كانت لي
و أخرى لك 
و ثالثة كانت من نصيب ذلك المصور اللحوح ....



لن أنسى غناؤك لي يومها
و إطفائي لتلك الشمعة ( الصفراء ) بقربـــك .
و لا حتى جنونك حين أخبرتني بحبك لي في أغنية على موقع ( اليوتيوب ) 
و كثيرة هي تلك اللحظات التي لن أنساها بسببك 
 
لذا عزيزي شكـــرا ...
لوقوفك بجانبي حين كنت وحيدا
و حين بكيت أمامك 
و حين بحت لك بما لم أقله لأحـــد من قبل ...
شكـــرا على تلك الإثارة التي تتفشى في جسدي حين تتصل بي أو حين أجد منك رســالة في هاتفي .
شكـــرا على كل شئ .....

يبدو أن الكلمات لا تساعدني الآن ؛ فهي كثيرة داخلي و لكن تأبى أن تنتظم في عبارات أنظمها لك .
و لكن لا يهم .... 
فكل ما يهم الآن أنني مازلت بانتظار رجوعك لعالمي ، و حتى إن لم تعد ؛ حينها يكفيني تلك السعادة التي زرعتها في قلبي يوما ما . 
http://www.youtube.com/watch?v=BIXUSSZFwV4

الخميس، 11 أغسطس 2011

هنـــا حيث ولدت ... تمـــوت بعض الأشياء.



أصبح يدرك أن النهايات أبعد مــا تكون عن البدايات ...
و أن الأحــلام مهما طال عليها الأمد أو قصر ؛ ستظل أحلاما ...
فلم يعد بمقدوره منح مطــلق الثقـة لأحدهــم ، و لن يصــدق كل ما يقال له بعد اليوم ؛ حتى و إن كان ما يخرج من شفتي من يعتبره " توأم روحــه " ...
كــان يدرك أن كل الذي يقوله الآن لا يخــرج إلا من " مرارة و ألــم يعتصران صدره " ، و يوما ما سيأتي و يتــراجع ليقول : مازالــت الدنيا بخير !
و لكــن كـــل ما يراه الآن أنه لا خيــــر في زمــان ينقلب علينا الحبيب ليصبح أقرب ما يكون للعدو .

إذا فهذه النهايــة ...

و لطالما اعتــاد البشر في مثل هذه النهايات ، أن يحصوا مـاذا كسبــوا ، و ماذا خســروا ؛ و لكـــنه لم يستطع أن يسمي نفســه لا خاســرا و لا فائــزا ؛ و إن كـــان قد خرج بأقــل الخسائــــر .

تنهـــد عميقا و هو يغوص في بحـــر ذكرياته المتلاطم ، و هو يراقب الأفق من النافذة ...
أصوات النوارس تعـــلو فتصاعــدت معها أنفاسه و دقات قلبه ، فهـــو على مقربة من مكانهما المفضـــل ، ذلك المكان الذي شهــد لقاءهما الأول ... و الأخيـــر .

شعر بغصة في حلقه و هو يتذكـــر ذلك اليوم الذي انتهى فيه كــل شئ ؛ حينما اخبــره " الآخـــــر " بأنه لم يعد يرغب في الاستمرار في هذه العــلاقة و بأنها أصبحت حملا ثقيلا عليه ... سالت دمعة من عينه فأســـرع يخفيهــا حتى لا يـــراها أحد من ركـــاب تلك الحافلة التي كانت تقله ....
وصلت الحافلــة لوجهته المنشودة ، حينها استوقف السائق ، و ترجـــل عنها و طبعا لم ينس أن يأخذ حقيبته الملأى بأشياء عدة .

هواء البحــر يتسلل في خفة لرئتيه ؛ ليشبعهما برطوبته التي طالما عشقها ، رائحــة المكان تعيد إليه ذكـــريات عدة ؛ فتذكــر تلك المقولة " أنوفنـــا أقوى ذاكـــرة " .

" المكان خالي كالعادة "

قالها و هو يتفحص المكان باحثا عن صخــرة معينة بذاتها ، و ما أن أبصرها حتى توجه نحوها ... تلك الصخــرة تعني له الكثيــر ، فقربها التقيا في موعدهما الأول ، و بجانبها انفصلا ...
نظـــر إليها بشئ من الأسى ، فيبدو أن القدر إختارها لشهادة ما كان بينهما ، انتهى كل شئ و بقيت هي على حالها و لم تتغير .
جلس بقربها و أخذ يفرغ محتويات حقيبته ...

زجــاجة عطر نصف ممتلئة ، أخذها يوما من خزانة الاخر ؛ ليتذكــر بها رائحته حيثما شاء ، يضع منها على وسادتـــه قبل أن ينام ؛ ليتخيل أنــه ينام في أحضانه ....
ساعة يــد ، و وشاح رمادي ، إهديت إليه منه في عيد ميلاده الأخير ...
صورتـــان التقطتا في ذات عيد الميلاد

أخــذ يمعن النظر فيها و هو يبتسم ( و لم يدري لم هذه الإبتسامة ) ! ، ثم بحذر كسر زجــاجة العطــر و أخذ يصب محتوياتها فوق الأشياء المتكومــة على الأرض ، ثــم أخرج ولاعة من جيبه و ...... فعلـــها .
وقف لعدة دقائق يراقب النار تشتــعل فيما كانت يوما أعـــز ممتلكاته ، و تمنى لو أن هذه النار تكون في قلبه و عقله لتمحو كل ما فيهما بخصوصه .

حينها أدار ظهره إليها و أخذ ينظــر البحر ، و قال :
" هنا حيث ولدت تموت بعض الأشياء " ...