الأحد، 1 يناير 2012

كتاباتي الخاصة على صفحتي على الفيس بوك للعام 2011

ليتكم تدركون أنني لم أختر هذه الحياة ، و لم أختر حمل هذه المشاعر ...
لم يكن بإرادتي أن أجعل الحزن سمائي الواسعة ، و الأسى قوت يومي الذي أتناوله على مضض ...
لم أختر أن أبلل وسادتي على ذكراه ، و لا حتى أن أكتب هذه الكلمات ...
إنها فقط إرادة الرب ، و مسيرة الحياة ...
أدرك إن أيام حزني فقط أيام و سوف تمضي حتما ، على أمل أن يكون الغد أحلى .


هناك واقع بأنني أحببتــك
هناك واقع بأنــك خذلتني ... كذبــت علي ... خدعتنــي .
اليوم هناك واقع جديـــد واقــع بأنني مصدوم ، و متألـــم .


لا استطيع أن أقول لك لا تحزن و لا تبك ...
و لا استطيع كذلك أن أقول لك فلتملأ الدنيا دموعا و لتتلون حياتك بالسواد ...
كل ما استطيع قوله : " أحيانا قد يفيد أن تدع الحزن يأخذ دورته الطبيعية مثلما تحب دوما أن تستمر دورة السعادة .
دع الحزن يحيا حياته الآثمة داخلك حتى يموت ، و لأنه حين يولد كبيرا لا يرضى إلا بأن يموت صغيرا ؛ لذا يبدو أن بكائنا و آلامنا و صرخاتنا و شكونا ما هي إلا محاولات لاستقطاع أجزاء منه ليخرج منا على دفعات عساها تكون خروجا أبديا ! " ...


كيف نتوقع أن يتقبلنا الآخرون إن لم نتقبل أنفسنا !


كانت وعود و معاهدات صامتة لأنفسنا في لحظات يائسة ؛ حين بلغ الحب و الألم حدودا أصبح كل شئ بعدها محال ...
خلف جدران مصتنعة من النسيان كانت و ربما لا تزال صلبة ، هناك قلوب مازالت تحن و تحب و لكن ترتجف خوفا .
فمتلازمة الحنين و الحب ثم معاودة الجراح ، تخيفها من الإنكشاف و مصارحته بحوار يدور بدواخلها عنوانه : " نعم ، أنا أشتاق " .
كان يكفي منه ثلاث كلمات لتتداعي كل إدعاءات الصلابة : " مازال أمرك يهمني " .
فقط ثلاث كلمات تعني له الكثير .
ليته يفعلها ...
ليته ينطق بها ...
ليته !


ما النسيـــان إلا إدعاء ... ندعــي النسيان لنقنع الآخـرين و أنفسنا بأننا قادرون على المضي قدما ، و على أن يكــون في حياتنا أشخـاص جدد و عــوض جديد و حياة جديدة ندرك جيدا بأنها ستظل ناقصــة بدونهـــم .


سذاجتي دفعتني بأمل خادع بأنني ربما أراه جالسا مثلي على مقعد ما يبحث عن طيفي في وجوه المارة الواجمة .
أو ربما ماشيا لوحده ينبش بقايا ذكريات عالقة في عقله .
أو شابكا يده في يد أحدهم يخط سطورا جديدة في حياته ...
لا يهم فقط تمنيت من كل قلبي أن أراه هنا في هذه اللحظات ؛ لأخبره بأني أحتاجه .
حين أفكر فيه
أفكر كيف أننا حين نحب بجنون ...
نصعق بشدة ...
لنتألم بعمق ...
و نتذكر بشراهة ...
لنشتاق بسذاجة ممزوجة ببعض من تأنيب الضمير .


هل أعاني من غيبوبة عاطفية أو نفسية ! لا أعرف صراحة .
كل ما أعرفه ، أن أشياء كثيرة في حياتي قد فقدت معناها تماما و كأنما توقفت عنها كل إمدادات الحياة .
و بطريقة أو بأخرى فقدت القدرة على التعبير عن مشاعري و التحكم بها ، و لا أدري لماذا ...
أتألم و لا استطيع الصراخ .
أحزن و لا استطيع البكاء .
أفرح و لا استطيع الابتسام ...
كل ما استطيع فعله في هذه اللحظات الحالكة المظلمة ؛ أن أتمسك بضياء ظل ثابتا طوال هذه المدة ؛ ضياء لم يخبو بل يبدو أنه يزداد إضاءة حين يظلم كل شئ سواه ؛ إنه إيماني بالحكم العدل الذي يشاء و يقدر و يفعل ما يريد .
و كل ما أسأله الآن القدرة على التماسك و النهوض بنفسي و مشاعري من جديد .
و القدرة على مسامحة نفسي و من هم حولي و حتى من بعدوا عني .
أسأله كذلك أن ينساب لدواخلي مجددا كل ما ضاع منها بلا إرادة يوما ما .
نعم مازال بداخلي قدر من الأمل ...


غريبة هي الذاكرة ! ...
أشياء بسيطة جدا قد تحي لحظات أو ساعات أو حتى سنوات سعيت جاهدا لدفنها وأدا عميقا في تلافيف الدماغ .
رائحة عطر ، مقعد على زاوية في مقهى ما ، اسم أحدهم ، رسالة نصية على هاتفك ... و غيرها الكثير يمكنه في لحظات إحياء كل شئ ؛ فقط ليثبت لك أن الذاكرة ليست بمحصنة من من أمراض النسيان ... و لا حتى من وعكات التذكر .


عاهدت نفسي ألا أبكي بعده ... و لكن الآن أنا أبكيه .
و كأن كل دمع ينزل من عيناي يقول : " ليتني أضمه لصدري مرة أخرى ، فقط مرة واحدة و لتكن الأخيرة " .


يبــدو أن افتقادي لك البارحــة لــم يكــن إلا مؤامـــرة خبيثة ، من تحالف أخبث بين قلبي و ذاكـــرتي ؛ للانقلاب على سلطة العقل الحاكم بأمــر نسيانك و نفيك في زنزانات الذاكــرة المظلمة ...


أدركــت أن لا أحد يتغير حيــن تمنحه الحياة خيارا أفضــل ؛ و لكن حينما لا يجد خيـــارا آخـــر !
مؤخــرا دفعتني الحياة لاتخاذ قرارات لم أعتقد أنني أملك الشجاعة الكافية لفعلها ، فلم يكــن سهلا أن أفتح قلبي للبعض ، و أن أغلقه عن البعض كذلــك ...
و كـــم كان و مازال صعبا أن أعيد احتواء نفسي و لملمة شتاتها ، و أن أدرك أن انتظار السعادة من الآخريــن أمــر في غاية السذاجــــة ...


ليتنا و ليتهم ... يدرك أن لحظات الغضب و الأخطاء و الآلام - قد - تكون الأخيرة ؛ حين نخرج من حياتهم للأبد - و من غير رجعة - لا إليهم و لا إلى هذه الدنيا .
فمن منا بضامن أن يحيا للغد ؛ بل من يضمن أن يأخذ النفس التالي من أنفاسه !
........
دعوة للتسامح مع الكل ؛ ابتداءا بأنفسنا .
و رمضان كريم .


لأي غاية يقسو علينا من كان يوما ما أقرب الناس إلينا ... !
من الظالم و من المظلوم ؟
لماذا ؟
و من ؟
و كيف ؟
أسئلة أخرى كثيرة تطرح داخلي ما زالت تطرح .
قرارات عدة اتخذتها البارحة ؛ لست بمتأكد من صوابها أو أحقيتها أو حتى غايتها ؛ اتخذها حين لم أجد خيارا أخر ... و كفى .


لم و لـن اعتزر لك على أنني في يـــوم ما أخبرتــك عمـا في مشاعــري ؛ لأنــي إن فعــلت فكــأنني اعتزر لك عن كوني أنــا ...