السبت، 28 نوفمبر 2009

دمــــــــــــوع

دموع صغيرة نزلت على خدين صغيرين, أنها دموع المظلوم التي لا تتمنى أن تراها فما بالك تراها على خدي طفل صغير, طفل لم يتجاوز الثامنة من عمره , ياليته كان أكبر سنا ليستطيع حماية نفسه من جبروت طاغي, طاغية يستمتع بأقتلاع البراءة من أرق انسان. بدأ الأمر بأستمالة بخدعة فأبتسامة خلفها وحش من أقسى الوحوش, انفرد به في الظلام , في ظلمة ليست بأشد ظلمة من قلب ذلك الوحش, في عجل نزع عنه ملابسه نازعا معها البراءة والطفولة التي تلاشت بعد نزع أخر قطعة قماس كانت تغطي جسده, تحسس جسده الصغير , أمره بالسكوت غير عابئ لدموعه , غير سامع لصراخه من الالم , انتهى الأمر سريعا و ياليت الصغير ينسى سريعا و لكن من ينسى البكاء, من ينسى الألم , ومن ينسى الدمــــــوع.
دموع أخرى و لكنها سعيدة, نزلت من أم كانت تعد وجبة الغداء في منتصف النهار, حين جاءها نفس ذلك الصغير ولكن بعد عشر سنوات, جاءها يركض يصرخ لها : "ماما انا نجحت " , لم تستطع هي تمالك الفرحة فانطلقت لا أراديا من شفتيتها زغرودة ممزوجة بالدموع ولكنها دموع الفرحة.
دموع ثالثة بكاها نفس الشاب, في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل , لعلك تتساءل ما الذي يبكيه في تلك الساعة المتأخرة؟ أقول لك: انها دموع الخشية , دموع الرهبة, دموع ببساطة كانت لله تعالى, لم يبك لأنه ارتكب أثما و لكنه أستشعر تلك السكينة و الطمأنينة , دموع نزلت شاكرة على خيرات و نعم كثيرة لا تعد, ولكنه نسى أن يشكر الخالق , فبكى لعل الله يغفر نسيانه و تقصيره.
دموع ساخنة نزلت من نفس الشاب, لكنها مختلفة لأنها دموع على أنسان من الماضي , في يوم خميسي ساخن, صعد على متن الحافلة , ولسوء حظه جلس قرب النافذة في الأتجاه المواجه للشمس, وتحركت الحافلة, وبطلنا يعاني أشد المعاناة من الشمس و يحاول تغطية وجهه منها, حتى ارتفع صوت المذياع بأغنية "على بالي لشيرين" أغنية جميلة , ولكنها بالنسبة له جاءت كالسكين يفتح جرح قديم, أغنية كان يرددها له حبه الأول كلما كان بقربه, بكى الشاب لأنه تذكره , تذكر أول انسان أحبه,استند الشاب برأسه على الزجاج الساخن غير عابئ بسخونته لأنه كان يحاول أن يداري دموعه عن الناس من حوله.
هذه دموع خالدة في الذاكرة , ليست خيال و لكنها دموع حقيقية لأنسان حقيقي , يدعوك لتأمل دموعك , يدعوك لتقديرها , ولأن دموعك غالية لا تكشفها كثيرة فيراها كل الناس فيظنوا بك الضعف, ولا تمسكها فيعتقدونك قاسي القلب.

الجمعة، 13 نوفمبر 2009

كلمات لأبي


أبي العزير كم كنت أتمنى أن يكون لك أثر في حياتي أو بصمة تطبعها علي, أحس بأنك غريب عني و أنا غريب عنك, لم تجمعنا تلك الرابطة الجميلة بين الأب و أبنه, كم أتمنى ان تنصحني , ان تقربني منك, ان تهديني لأري أمامي , ان ترشدني لما هو خير لي , . كم أشتاق لنصائحك, لحكمتك التي طالما حلمت أن تعلمها لي. أعزرني لأني لم أتقرب منك بالقدر الكافي و لكنه ليس خطأي لأني لا أراك الا نادرا وقليلا, اعزرني لأني لم أكن ارسناليا مثلك أو مانشيستراويا كأخي, أنت لا تعلم كم أشعر بالحزن حين أرى تلك الرابطة الجميلة بينك و بين أخي و الضحكات المشتركة بينكما في كل مباراة. أخيرا أود أن أخبرك كم أنا فخور بك ؛ لأنك تضحي لأجلنا , وتسعي لسبيل رفاهيتنا, ولكنني أحيانا لا أريد أموالك بل أريد منك ان تسأل عني , ان تعرف ما هي همومي , أو حتى تهتم بما يحدث لي أيا كان.....