السبت، 3 أكتوبر 2009

بدايتي....


لم اعتد تدوين حياتي او بالاحرى لم اعتد افشاء اسراري , او اظهار ميولي و رغباتي , احببت الوحدة و ما زلت اهيم بها عشقا , صادقت الصمت و جعلته اعز اصدقائي , لم اكن ذلك الفتى  ذو الشعبية بين الناس , بل كنت مخفيا . حياتي كانت و ما زالت حياة عادية . لا اذكر الكثير من طفولتي سوى اطياف زكريات متباعدة ,من اب لم اعرفه حقا و مازلت لا اعرفه - و لكنني احبه-  لم اكن اراه سوى في المساء المتأخر , الحق يقال لم يحرمني من شئ و لم يضربني قط... وأم و يا لها من ام ! كانت و ما زالت اقرب الناس مني تصارحني بكل سئ , وكنت اصارحها بكل شئ , كانت صديقتي اكثر مما هي امي,  لم يرزقها الله سواي انا و اخي , اخي الذي كان الوجه الاخر عني , فنحن الاثنان مختلفان تماما بالرغم من تقارب عمرينا , كان الوجه الذكوري لي , لم استطع مجاراة حبه لكرة القدم و المشاحنات و القتال مع الاولاد , فقد كنت  وما زلت اهوى البقاء في المنزل اقرأ كتبي و العب بالعابي و ارسم لوحاتي , كنت ضعيفا يضربني الاولاد و كان هو الحامي لي ...... احببت الدراسة او بالاحرى جعلتها ستارا يقيني من الناس تميزت والحمد لله بالتفوق والنجاح الاكاديمي و لكنني فشلت اجتماعيا , عجزت و ما زلت اعجز عن مخاطبة الناس و التواصل معهم , جعلني هذا محط انظار الناس و سخريتهم , ولم اكن ابالي ..... احسست باني ناقص , لماذا انا لست كباقي الاولاد؟ , لماذا لا احب ما يحبون؟ , ماذا لا افضل اللعب معهم و افضل مصاحبة البنات؟ استمرت تساؤلاتي ولم اجد لها جوابا حتى بلغت الثانية عشر, عندما تغير جسدي و بلغت ؛ و هنا اتضح لي الجواب عندما اصبحت احب مشاهدة الرجال و تتبع اجسادهم ولم اكن اعير النساء اهتماما ولا اشعر بالرغة تجاههن . في الواقع اكون كاذبا لو انني احسست بهذا الشعور لأول مرة عند البلوغ , بل في الواقع كنت احسه منذ الصغر و لكنني لم اعره اهتمام ظنا مني انه فضول لأبناء جنسي , قلت في نفسي انني ساتغير, و لكنني كنت مخطئا.. في الواقع كنت اعاني اشد المعاناة , كنت اسأل نفسي: كيف احب الرجال؟ يجب علي ان احب النساء, هل يكرهني ربي؟, وهل سأتعذب كقوم لوط؟ هل؟ وهل؟ وهل؟؟؟؟؟؟ . كانت تساؤلات كثيرة ولم اجد لها جواب ولم اجرؤ على مصارحة احد بها خوفا من العار و العقاب .