الجمعة، 25 ديسمبر 2009

و التقينا مجددا .

انه(......) زميلي في العام الاخير من المرحلة الثانوية و الذي( بغباء مني) احببته دونما اعرف انه مثلي ام مغاير؛ وإن كنت احس بانه يبادلني المشاعر , اعتبره حبي الاول لاني جمعتني به أحلى الاوقات و اللحظات و استطاع دونما غيره ان يجعلني اتعلق به وتعلق هو بي, كنت صديقه الوحيد وكان صديقي الأوحد, انقطعت اخبارنا بعد انتقالنا لجامعتين مختلفتين, ماعدا بعض المكالمات و الرسائل الخجولة في المناسبات و الاعياد و التي قلت مع مرور الزمن.

لا أدري متى و كيف أو حتى لماذا التقينا؟ لعله القدر! و بالتأكيد أنه القدر , انه القدر الذي جعلني أقرر الذهاب للمكتبة في ذلك اليوم تحديدا, وهو نفس القدر الذي اجبره على ان يغادر منزله طلبا للهدوء حتى يستطيع الدراسة و الاستعداد لذلك الامتحان
في ذلك سارت خطواتنا لمصيرها المجهول , و الذي هو محتوم , لم يكن عقلي ليتصور او حتى ليتخيل انه هناك ادنى احتمال لاراه, نعم نحن ندرس نفس التخصص و لكن كلانا لا يذهب لنفس الجامعة, عموما.... كان كل شئ يسير بصورة طبيعة حتى دخلت المكتبة , و رأيتــــــــــــــــه......لم أكن اعلم ماذا حدث لي في تلك اللحظة, هل أصابني الشلل؟ لماذا تسمرت قدماي و لم استطع الحركة؟ لماذا انقطعت انفاسي؟ قلبي يخفق و يزداد خفقانا, هل عيناي تخدعانني أم أن الكون قد أمتنع عن الكلام , عن الحركة ,و عن التنفس حتى؟
لم ارجع لأرض الواقع ؛ الا عندما نبهني ذاك الشاب خلفي أني أسد الطريق, ببلادة و خطوات متثاقلة فتحت له طريقا, وبنفس تلك الخطوات المتثاقلة تحركت قدماي نحو اقرب مقعد و عيناي لا تفارقه, جلست مواجها له و بيدي فتحت عبثا احدى الصفحات من كتابي , ولكن عقلي كان يتسال: هل هذا (.....) حقا أم أحد يشبهه؟ و ما الذي جاء به هنا ؟ وماذا؟ و لماذا؟ وكيف؟, تسأؤلات عدة تزاحمت في عقلي, و لكن هناك أسئلة كانت أكثر أهمية: ما خطوتي القادمة؟ هل اذهب و أسلم عليه؟ أم انسحبُ بسرعة و اختفي من هذا المكان؟ ام اتظاهر بأني لم أره؟
اخترت ان اتظاهر باني لا اراه , ولكن كيف لا أراه و عيناي لا تفارقه؟ عموما مضت دقيقة فتبعتها اثنتان , ثم أربع , حتي مضت حوالي عشرة دقائق منذ جلوسي و عيناي متنقلتان منه و الى الساعة و الى الكتاب, هكذا حتى يئستْ من التنقل فاستقرتْ على الكتاب لبضع دقائق صامتة....................هكذا حتى انتبهت لوجود أحد ما يحجب الضوء عني, فالتفت لأرى من هو, فوجدت انه هو!!!!!! . أصابني الشلل مرة اخرى! و مجددا امتنع لساني عن الكلام حتى قال لي:"السلام عليكم يا (......)"
فرددت عليه:"(.....)!!!! و عليكم السلام, مش معقول! انت هنا؟"
فقال لي:" ممكن نطلع دقائق للخارج؟"
فأجبته: "طبعا , أتفضل"
بخطوات سريعة تبعته لخارج المكتبة, و فجأة و بدون سابق انذار و جدته يطوقني بيديه و يضمني لحضنه, بصراحة يصدمنني دوما كعادته!, بعد هذا العناق الطويل نوعا ما, و قبلتان على الخدين, سألني عن أخباري و أحوالي و اعتزاراته الكثيرة عن تخلفه عن موعدنا الاخير و الذي كان السبب في غضبي منه انقطاع اخبارنا لمدة ستة أشهر, و تساؤلات متبادلة عن الاهل والجامعة. مضي حديثا لفترة قصيرة و بعدها اعتزر عن مقاطعته لدراستي و طلب مني الرجوع لمواصلة ما كنت افعل و انتهى حديثنا بقوله:"أشوفك بعدين"
و بالفعل رجعت للداخل و اخذت اقلب الكتاب و عقلي يراجع ما قد حدث للتو, حتى رجع هو بدوره من الخارج و جلس في مقعدة و لكن هذه المرة كان الارتباك واضحا في جسده و نظراتة المختلسة لي من حين لاخر و انا بدوري كنت مثله تماما لا استطيع التركيز ؛ فقررت ان اضع حدا لهذا التشتيت و سرت نحوه و وضعت يدي على كتفه و قلت له:" طيب يا(......) انا استأذنك بس مضطر امشي" . بدت الدهشة واضحة على وجهه و قال لي :" جدا يا(.....) أتفضل و أن شاء الله سوف اتصل عليك"
مضيت في طريقي و أنا نادم على هذا الانسحاب المفاجئ لي , و لكنه كان الحل المناسب لقطع الارتباك و التشتت الذي اصابنا و خصوصا انه لديه امتحان يحتاج للدراسة له.... و اخذت اتطلع لاتصاله القادم!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق